الاستراتيجيات التي تعتمدها الشركات الاحتيالية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الشركات الربحية عبر الانترنت بمختلف مجالاتها (فوركس، ptc، تعدين بيتكوين، ..الخ)، ومع الانتشار الواسع لها دخلت هذا المجال مجموعة من الشركات الاحتيالية والتي تقوم بدورها باستخدام طرق واستراتيجيات معينة تجعلها محل ثقة الزبائن؛ وذلك لجمع اكبر كمية من الاموال ومن ثم الاختفاء الكامل من الشبكة العنكبوتية بدون اي دلائل تشير الى اصحابها، لذا كان لا بد من كتابة هذا الموضوع لنبين لكم الاستراتيجيات والطرق التي تستخدمها هذه الشركات، لكي يتسنى لكم الحذر من هذه الشركات من خلال هذه الدلائل.

في البداية نود ان نوضح ان هذه الشركات تقوم على منهج سلسلة بونزي وجاءت هذه التسمية نسبة الى المصرفي تشارلز بونزي، وهو شكل من اشكال الاحتيال الذي يعتمد على الدفع للزبائن من خلال اموال زبائن آخرين، مع الوعد انك ستحصل على العائد خلال فترة قصيرة، وعند جمع اكبر كمية من الاموال تنصب الشركة وتسرق الاموال وتختفي.


هناك عدة استراتيجيات تقوم عليها هذه الشركات، وهي :

1- استعادة رأس المال خلال مدة زمنية قصيرة: نعم هذه اهم الاستراتيجيات التي تعتمدها هذه الشركات لإغراء زبائنها، وهي امكانية استعادة رأس المال خلال مدة قصير والباقي يصبح ارباح بدون اي مجهود، مستغلة طمعهم في الثراء والحصول العائد باسرع وقت ممكن، وهذا يؤدي الى جعل الزبائن تستثمر اكثر ظناً منها انها ستحصل على ارباح اكثر، حتى يعين موعد الاغلاق وسرقة الاموال.

2- سجل تجاري في دول مشبوهة: لاضفاء صفة المصداقية للزبائن تسعى بعض هذه الشركات الى الحصول على سجل تجاري في احد الدول التي تسهل عملية تسجيل الشركات فيها عن طريق الانترنت، ولا تطلب معلومات دقيقة عن اصحابها، ومن اهم هذه الدول (بنما، مالطا، جزر القمر، قبرص)، واحيانا تمتد الى الحصول على رقم دولي سواء (امريكي او بريطاني او حتى عربي)، بالاضافة مكتب افتراضي لشركة للرد على المراسلات البريدية والهواتف القادمة، وجميع هذه الخدمات متوفرة عبر الانترنت مقابل المال.

3- هوية مؤسسيها مجهولة: يعمل عادة اصحاب هذه الشركات على اخفاء هوياتهم، والاكتفاء بالتعامل مع الزبائن من خلال هوية الشركة او من خلال هويات مزورة للموظفين التابعين لها، ولن تجد مؤسس واحد او مدير واحد، له خبرات سابقة او ظهور في المجال التي تعمل به الشركة، لان معظم هذه الهويات ستكون مزورة او ان اصحابها لا يرغبون بتلطيخ سمعتهم بعد عملية النصب واغلاق الشركة.واحياناً تجد توصيات من بعض الاشخاص المجهولين سواء كانوا امريكان او اوروبيين او حتى شرق اسويين، فهذه خدمات يمكن الحصول عليها من خلال مواقع العمل الحر.

4- ميزانية تسويقية ضخمة: بالرغم من حداثة هذه الشركة ستجدها تغلغلت بشكل غير معقول في الانترنت، حيث أن هذه الشركات تسعى الى استثمار معظم ميزانيتها على التسويق، لكي يتسنى لهم قنص اكبر كمية من الزبائن خلال مدة قصيرة ثم الاغلاق، ويتم الاعتماد على عدة استراتيجيات تسويقية منها التسويق عبر المحتوى اي ان مقال يشرح موضوع عن مجال عمل هذه الشركة وستجد اسم هذه الشركة في هذا المقال بطريقة غير مباشرة، ومن الاستراتيجيات التسويقية لهذه الشركات هي الدفع لاصحاب النفوس الضعيفة في مواقع مشهورة مقابل الشرح عن منتجاتها وخدماتها، وعمل تقييم ايجابي لها.وعند نصب هذه الشركة ستجد اصحاب هذه المواقع او الكتاب يبررون ما حصل بانهم تم خداعهم والتغرير بهم.بالاضافة الى نظام الافيليت اي جلب زبائن والحصول على حفنة قليلة من الدولارات.


هذه اهم الاستراتيجيات التي تستخدمها هذه الشركات والتي هدفت من طرحها، الى اخذ الحيطة والحذر من الاخوة العرب، حيث أن اجتماع هذه الدلائل مع بعضها البعض يشير الى سلسلة بونزي.